2024-04-29 14:25:14
الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، كشفت مزيدا من التفاصيل حول مبادرة الكشف المبكر عن التوحد بتوجيهات رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
تقول «منى»: أهم تدخل يمكن إجراؤه مع الأطفال المشخصين بالتوحد هو الاكتشاف المبكر، ومن هنا جاءت فكرة المبادرة التى ستتم أثناء تطعيم الطفل بتوجيه بعض الأسئلة للأم، وسيطلب منها ملء استبيان أو من خلال إدخال بيانات عن طريق المنصة الإلكترونية mchat للوقوف على ما إذا كان الطفل يقع فى نطاق طيف التوحد أم لا.
أكدت «منن»، أن المبادرة تتضمن وجود مراكز التميز المتخصصة فى اضطراب طيف التوحد بكل محافظة، فضلا عن المركز القائم فى مستشفى العباسية الذى تم تجديده وتوسعته وإدخال تخصصات جديدة فيه، بالإضافة لفكرة تدريب الأهل على التعامل مع أطفالهم وتأهيلهم، وتبدأ المبادرة هذا العام بالقاهرة لأن التحدى فيها أعلى من كل المحافظات، وباقى المحافظات سيتم تغطيتها تباعا وتدريبات الأهل ستكون متاحة للجميع.
وأضافت «منن»: سيخضع أولياء أمور الأطفال المشخصين بالتوحد لتدريب متخصص، على مدار 4 أشهر، حتى تكون الأم قادرة على تحصيل مهارات التواصل مع ابنها من خلال الأنشطة العادية داخل المنزل.
وتابعت: هناك سمات واضحة تظهر خلال السنة الأولى للطفل، حيث يتجنب النظر للآخرين فى أعينهم ولا يتفاعل مع أمه فلا يفضلها عن الآخرين، وفى سن 6 أشهر مثلا لا ينتبه عند النداء عليه باسمه، وفى سن 7 أشهر يتولد عنده الشعور بالتحوط والحذر من الغرباء، ويعجز عن تقليد حركات من حوله، ولا يستوعب المشاعر، سواء ضحك والدته أو غضبها، هذه كلها أمور يفتقدها طفل التوحد، وهناك أطفال يولودون بشكل طبيعى وتسير عملية النمو بشكل طبيعى أيضا لكنهم فيما بعد يبدأون فى فقدان المهارات الواحدة تلو الأخرى، مثلا الطفل عند سن عام ونصف العام تكون حصيلة كلماته نحو 20 كلمة، ولكن فى حالات التوحد نلاحظ أنه افتقد اللغة والحديث تماما وافتقد تعبيرات الوجه، وهى الأمور التى تتم ملاحظتها من المختصين، ومن الأعراض الشائعة خلال العام ونصف العام إلى عامين، ووجود حركات تكرارية أو اهتزار الرأس، ويكون روتينيا، وأى تغيير يظهر عليه الغضب الفورى ويفتقد الإشارات والإيماءات.
أكدت «منن»: توجد نسبة من أطفال التوحد يعانون من تأخر ذهنى، ويجب الإشارة إلى أن هناك خلطا بين الانطواء والتوحد، لذلك كلما كان التشخيص مبكرا كان التدخل العلاجى أفضل كثيرا، لأنه للأسف كثير من الأمهات لا يلاحظن السمات السابقة، ويتم اكتشاف التوحد فى عمر متأخر، وتضيع على الطفل فرصة التدخل المبكر التى تفرق كثيرا فى مسار تطوره.
وعما يشاع عن نسبة الذكاء العالية لدى الطفل المتوحد، قالت «منى»: ليس كل طفل توحد يتمتع بذكاء عال، فهناك أطفال لديهم اضطراب توحد مصحوب بتأخر القدرات العقلية، وهناك نسبة قليلة لا تزيد عن 10 % لديهم ما يعرف بالقدرات الخاصة «قدرات عالية على الحفظ، القراءة والكتابة»، ولكن هذا الأمر ليس شائعا فى كل أطفال التوحد، هذه المهارات مقصورة فقط على نسبة قليلة منهم، ويجب معرفة أن التوحد هو طيف واسع بمعنى أن هناك درجات مختلفة منه «بسيطة، متوسطة، مرتفعة».
وعن غياب الأخصائيين المؤهلين بشكل كاف للقيام بمهمة التدخل المبكر، أوضحت «منى»: عدد الأخصائيين النفسيين فى مصر ليس بالقليل، الفكرة هى تأهليهم حتى يكونوا قادرين على تطبيق البرامج المتخصصة للتدخل السلوكى والمعرفى، وهذا هو التحدى الذى نعمل على تجاوزه، ونستطيع من خلاله رفع كفاءتهم من خلال التدريب النظرى والعملى ليستطيعوا العمل فى مجال التوحد، سواء كان هذا الأخصائى تابعا للوزارة أو الوزارات الأخرى أو شخصا حرا ويرغب فى التدريب، وبعد ذلك يتم عمل برامج تدريبية أكثر تخصصا لا بد من إجرائها على يد خبراء متخصصين أو مؤهلين وتحتاج لكوادر بشرية باعداد كبيرة.
«كلما كان التدخل الطبى مبكرا كانت النتائج أكثر إيجابية».. هذه هى القاعدة الذهبية التى يؤمن بها ويسير عليها الأطباء المختصون والمتعاملون مع أطفال التوحد، ولكن قد تكون هناك بعض الأسر التى تعجز عن تطبيق هذه القاعدة بدرجات متباينة لظروف مختلفة، قد يكون لصعوبة الاهتداء لحالة الطفل فى البدايات، الذى قد يتم تشخيصه بأنه ضعف فى إحدى الحواس.
أم محمود والدة أحد أطفال التوحد مرت بتجربة تضارب التشخيصات الطبية، وبعد رحلة مرهقة مع العديد من الأطباء، تم الاهتداء إلى التشخيص الدقيق بأن ابنها طفل توحدى بعد إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة.
تقول «أم محمود»، التى ترفض ذكر اسمها: «محمود هو الابن الأوسط، لم يكن فى بداياته مختلفا عن إخوته ثم ظهرت عليه بعض العلامات التى جعلتنى أذهب به إلى العديد من الأطباء، وهى عدم قدرة تركيز بصره على شىء معين أو الالتفات والانتباه نحو مصدر الصوت، وفقدان التواصل مع من حوله، والاندفاع وعدم المبالاة بالمخاطر، سواء فى الطرقات أو اللعب بأدوات تشكل خطرا عليه، وهى أمور تعاملت معها فى البداية بشكل تقليدى، بدأت بإجراء كشوفات على الحواس «السمع والبصر والكلام» بجانب اختبارات للحركة، ومع تعدد الفحوصات الطبية تم الاهتداء إلى حالته بمعرفة إحدى الطبيبات التى شخصته بأنه طفل توحد.
وأضافت «أم محمود»: «مررت بتجربة قاسية فى البداية، ولكن مع مرور الأيام تم تخطى مرحلة الصدمة والعمل على مرحلة تهيئة هذا الطفل للدمج الإيجابى فى المجتمع، من خلال إكسابه المهارات الحياتية اللازمة والدمج التعليمى، وهى أمور وجدتها من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين بالاشتراك فى مجموعات الأسر المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، فضلا عن الدعم الذى تلقيته فى مستشفى العباسية من قبل الأطباء العاملين والبرامج المتوفرة به، سواء للطفل أو لأسرته بهدف التمكين من التعامل الأمثل مع طفل التوحد».
وأوضحت أم محمود: لكن ما نخشاه بالفعل هو ما بعد وصوله لسن السادسة، وانتهاء برنامج الرعاية النهارية وتقليل ساعات التدريب للطفل، ووقتها سأضطر للجوء إلى مراكز خارجية، وهى مراكز مرهقة لغالبية أسر ذوى القدرات الخاصة لارتفاع أسعارها، فضلا عن تباين الكفاءة بين المختصين العاملين فى مركز التوحد التابع لمستشفى العباسية، وغيره من العاملين فى المراكز الأخرى من خارج المستشفى.
وطالبت أم محمود، المسؤولين بتفهم حالات ذوى القدرات الخاصة، سواء فى التوحد وغيره وتسهيل عملية انخراطهم فى المجتمع بشكل إيجابى، سواء من خلال تسهيل الدمج فى المدارس وعدم التعنت ما دام قد تم استيفاء الشروط المقررة من قبل وزارة التربية والتعليم، بجانب الترحيب بهم فى المؤسسات الرياضية بشكل عادل، وعدم استغلالهم من قبل بعض المدربين بعد اكتشاف حالة أبنائهم بأنهم من ذوى القدرات الخاصة، وكذلك توفير بيئة صحية تعمل على تأهيل أبنائهم بشكل صحيح على أيدى مختصين.
2024-05-15 12:34:01
كشف الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكا...
اقرأ المزيد2024-04-29 14:25:14
اليوم الساب...
2024-04-29 14:20:41
جميع الحقوق محفوظة لـ وزارة الصحة والسكان 2024